علنا نستيقظ

تقول الفنانة شويكار في إحدى المنولوجات تخاطب الفنان فؤاد المهندس : لما تشوف ودنك هتشوفني ولما تعض قفاك تلقاني . واستطاع الإنسان أن يرى أذنيه وشفتيه وأنفه بل وأن يرى عينيه أيضا مع اختراع المرآة ، ثم استطاع أن يرى باقي أجزاء جسده مع اختراع كاميرات التصوير العادية والسينمائية والتليفزيونية كما استطاع أن يرى كافة أعضاء جسده مع اختراع الأشعة العادية والتليفزيونية والمغناطيسية والذرية بل إنه استطاع أن يرى دقائق جسده مع اختراع الميكروسكوب الضوئي والإلكتروني إلا أن الإنسان حتى هذه اللحظة لم يستطع أن يعض قفاه لذا أناشد أمريكا بصفتها التي تصدر لنا الاختراعات والموضات والحروب والمخدرات والجنس أن تصدر لنا طريقة نستطيع أن نعض بها قفانا علنا نتوقف عن عض أيدينا بعد أن أدمينا أصابعنا من الحزن والندم والخيبة من وضعنا الحالي وأقترح على عالمنا العربى وحتى يأتينا هذا الاختراع أن يعض كل شخص قفا الذي أمامه عله يستيقظ . :

شوفي يا استاذة عبير صعب في بلدنا العزيزة ان نختار مكان آخر غير القفا لأن الشعب المصري مؤمن بالحكمة اللي بتقول: اللي له قفا ما يضربش على بطنه ، والحمد لله كلنا لنا قفا تساهم الحكومة يوميا في زيادة مساحته بسبب ما توجهه له من ضربات متتالية. واعتقد أن القفا أصلح من غيره للضرب عليه للاسباب الآتية:
1- لا يحوي القفا أيا من الأعضاء الحساسة مثل الكبد أو القلب أو الكلى. صحيح أن ضربة قوية على القفا ستشبه في تاثيرها تاثير الشنق أو المقصلة ولكن في هذه الحالة هيطب ساكت ولن يكلف نفسه او الحكومة مصاريف علاجه أما الضرب على البطن مثلا فقد يؤدي إلى نزيف داخلي يكلف كثيرا.
2- في حالة الضرب على القفا لا يستطيع المضروب أن يرى آثار الضرب على قفاه ولذا تستطيع الحكومة إقناعه أنه ما أضربش ولا حاجة وإن دي مجرد تهيؤات أو رطوبة في الغضاريف.
3- يحقق الضرب على القفا متعة المفاجأة لكل من الضارب والمضروب.
4- في حالة الضرب على القفا تستطيع أن تحدد المكان الذي تريد ان توجه له الضرب بدقة لأن المضروب لن يتحرك قبل توجيه الضربة اما في حالة الضرب على البطن او الصدر فإن المضروب ربما يتحرك للخلف او للجنب في حركة لا إرادية ربما تغير مكان الضربة او تفقدها تأثيرها.