[size=12]احياناً كثيرة يكون الضغط اكثر مما نتحمل و تدفعنا تصرفات البشر المفرطه الي الخروج عن السيطرة و لانه لازال عندنا بقيه من احترام فخروجنا عن السيطرة يكون بالخروج للخلاء و التطلع للسماء وان اتصرخ من داخلك و بكل ما اوتيت من قوة جاي جاي هذه الصرخه جسدها الفنان صلاح السعدني في شخصية العمدة سليمان غانم في المسلسل الشهير ليالي الحلمية. عندما كان يفيض به الكيل و لأنه شخصية محترمه من الزمن الجميل لم يتفوه بالفاظ نابيه بل اكتفي ان يخرج جم غضبه و حنقه في تلك الكلامات. و في تلك الأحيان ايضاً تتذكر قول ابي العلاء المعري (هل يأبق الانسان من ملك ربه فيفر من ارض له و سماء) او تتذكر رباعيات عمنا صلاح جاهين عندما يقول
أنا كل يوم أسمع فلان عذبوه
أسرح في بغداد والجزائر وأتوه
ما اعجبش م اللي يطيق بجسمه العذاب
واعجب من اللي يطيق يعذب أخوه
عجبي
ليس من و قت بعيد كان الجميع يخشي الفضيحة لدرجة ان بعض الرموز كانت تخضع للابتزاز خشيه الشوشرة و علي الصعيد العام كنت تجد الرجل يتجنب الاحتكاك بمن يمكن ان يسيئو الي سيرته او يهدرو كرامته ليس لشيئ اكثر من الحفاظ علي هذه الكرامه. فيتجنب الرجل الشد و الجذب مع النساء و يتجنب اصحاب العقول المريضه اصحاب السمعه السيئه و هكذا
و كانت المرؤه و الشهامه صفة يتمتع بها حتي الخارجون علي القانون من اللصوص و البلطجيه و كان ابناء الحارة اسرة واحدة يحافظ بعضها علي بعض و يحمي بعضها البعض و يراعي كل و احد فيها حقوق الجار وجميعنا يعلم ذالك فمن منا لم يختلف مع زملاء الدراسة عندما كانو يأتو الي شارعنا لأستعارة بعض المذكرات او المحاضرات و تتطلع اعينهم الي بنت الجيران اثناء مرورها او اثناء خروجها للبلكونه . و انا هنا لا اقول ان كل شيئ كان مثالي بل علي العكس كانت هناك نزوات و اخطاء و لاكن كان لكل شيئ حدود و كان هناك حياء و خجل و قبل ارتكاب اي حماقه كان الشخص يفكر ملياً و يخاف من ان يفتضح امره فكان حريص كل الحرص علي ان لا يخطئ مع من هوه ليس اهل للخطأ. انا لا ادعو الجميع ان يكون مثالياً
و لا اذكي نفسي علي احد فانا اكثركم حباً للميل الي الهوي و أكثركم اتباعاً للنفس و لاكن ما ارجوه ان لا تأتي افعالنا بتابعات علي غيرنا ان نتحمل و حدنا وزر اخطائنا بمعني ان تكون هفواتنا في اضيق الامور و الحدود و لا تهدم الاسر و تخرب البيوت. و ان لا نسعي في الارض مفسدين و انا لا نغالي و نسرف في الخطأ. تقول احد كتب الفقه انه في حاله ارتكاب شخص للمعصيه يمكن ان ينهي و ينأي عن غيرها من المعاصي المتعلقه بالمعصية الاساسية و هكذا.
السبب و راء حديثي هذا التبجح الذي اصاب القاصي و الداني و التفاخر بالمعصية و الانحراف و المغالاه في الظلم و القهر ابتداء بما حدث للشاب خالد سعيد بالأسكندرية علي يد ضباط و مخبرين الشرطه و ان يراود الجار جارته او زوجة صديقه عن نفسها و انتهاء باغتصاب فتاه من صعيد مصر علي يد 4 من الذئاب البشرية لمدة تتجاوز 15 يوماً اجبروها خلالها ان تبقي عارية طوال الفتره و تنكليهم بها حتي تستسلم. و لا اعرف اي نزوه و اي مبرر يمكن ان يكون لدي اي شخص لكي يأخذ متعته من انثي بالقوة و رغماً عنها حتي وان كانت حلاله كيف يرغب الشخص في من رغب عنه. ان هذه الغريزه تبني علي رضاء الطرفين حتي في عالم الحيوان . الغريب ان يحدث هذا و الغريب ان يقبل الانسان علي نفسه ان يكون قواد او ديوث
و يجلس ينتظر دوره من الغنيمه ام يدعو اصدقاءه عليها . انه بذالك قد اضاف لصفه الزاني التي يتمتع بها صفة القوادة و الديوثة لانه ساعد في الواقعة و تستر عليها دون ان يتحرك له ساكن. الغريب ان يحدث ذالك في صعيد مصر و الغريب ما ينقل لنا من اخبار عما اصاب اهلنا و غير احوالنا. فمعظم النشأ الان لا يراعي اي اصول لا جيره ولا قرابه و لا اب و لا عم. من و قت قريب كان السارق يخشي افتضاح امره و تاجر المخدرات يعمل في السر و يكون و قوعه صدمه للجميع اما الان فبدايه من الحكومه و ولاة الامور الكل يجاهر و يقول احنا حراميه و اخبط دماغك في الحائط. سئل سائل ما الفرق بين الفسق و الفجور فقيل له الفسق ان ترتكب الموبقات مع علمك انها محرمات و لكنك لا تعلم ما عقوبتها او مدي تحريمها اما الفجور فانت ترتكب الموبقات و تعلم مدي حرامها و ماهي عقوبتها و تصر علي ارتكابها جهاراً.
ضاع الحياء و ضاعت النخوة و كثيراً ما اخذ الناس العزة بالاثم
جاي جاي [/size]