ينطلق الفرس الأبيض بخطوات سريعة يرجو من الدنيا السلام دون قيد...
برفعة وجمالا ساميا ..يخطو ليلفت الانظار ويرجف الضعفاء ويعبر كل سد...
متمايلا يدغدغ جنبات الحياة ..فى رفقا وحنو وعنفوانى
تاره يصول وتاره يجول واخرى يثور منطلقا يصرخ صيحتا نعم انا جواد
وويلا اذا تهدهد وحن ووقف متأملا تأها مستيقظا ينظر هناك خلف الوادى ...
ينظر هناك.. هناك ...الى لاشىء
ينظر الى مالا يراه الخلق ...
بخلى الزمان عليه بركلات كعابى ...
ايقظ نفوسا غاضبه ضاقت وكفرت بكل جمالى ...
قيده ..سجنوه.. زوجوه.. استنسخوه.. ثمنوه ..ربطوه.. ونسبوه لسبافى
فاق وسبق ...وزاد زهو البشر وقالوا ياله من جوادى....
ووسط صراخ البشر وقف الفرس الأبيض ليجد نفسه مثله مثل اى جوادى ....
لم تعد خصلات شعره تنطلق تعبث ويعبث بها كل نسمة هوائى ...
لم تعد عينه تنظر الى لا شىء وكأنه يرى ما لا تراه الخلق ..
لم تعد ركلات كعبه تعلو دون حساب
فاليوم ينظر لذلك السرداب ...
فخلفه خيول تنتظر يوم فتح الباب ...
خلفه حظيرتا تخلو من نسائم بحرا ثائر ..
خلفه حياتا وزوجة وربما صغار...
خلفه طعام وشراب بلا مذاق...
واليوم قد اتى يوم مماته...
واعلن صفير السباقى بالإنتهاء.....
...ولم يبقى فى الدنيا ولا جواد ....
كان فرسا ابي منطلقا بلا جلاد...
عبير سليمان