جوار ساخن مع حسين عبد الرازق - حزب التجمع

لأننا نسعى لتحقيق التكشف والوضوح والموضوعية ... نقترب من عقول وكوادر سياسية دون حزر.. نخوض ونجول بين ثنايا افكارهم وتوقعاتهم وطموحاتهم وايضا انتقاداتهم ... وحوارنا اليوم سيكون مع حسين عبد الرازق احد الكوادر السياسية المؤثر داخل حزب التجمع ...

وكان سؤالنا الأول له

*** ما موقفك من اضراب 6ابريل و4مايو وهل شاركت به ام لا ؟
التغيير لا يتم بضربه واحده كما يظن البعض ، فما نراه ما هو الا دعوات حزب تهدف لفرقعة .. فدعوات الاضراب التى يقوم بها حزب الغد ماهى الا نوع من " الاستعراض " ليس الا ، فالتغير يحتاج تمهل ودراسة وتروى وتعقل واذا هدف حزب للانقلاب ينبغى ان يكون انقلاب يستخدم الوسائل السلمية والمشورات والتحالفات بين جميع قوى الشعب ، فتوجه عام معناه تجميع غالبية الشعب او القطاعات الاكبر تحت لواء واحد ..اما ما تدعيه تلك الدعوات لا يعد مطلقا انقلاب سلمى مدروس يرجى منه تغير حقيقى ، وانا كنت ولازلت لا اتوقع احداث سمة تغير يذكر لتلك الدعوات الاضرابية .. فقط دعاية حزب " واستعراض " .

*** واين كنت فى يوم السادس من ابريل و4 مايو ؟
لم اقوم بالاضراب لإيمانى بما ذكرته لك ، علما بأننى بالفعل لم اغادر البيت فى يوم السادس من ابريل وهذا جعل البعض يتصل بى ويظن انى استجبت لدعوى الاضراب وانفذها ... وهذا خطأ انا كنت جالس فى البيت بالصدفه البحته وكانت لدى بعض المهام الكتابية انجزها واوضحت لكل من اتصل بى انى غير مستجيب لهذه الدعوه .

*** اليس غريب وانتم حزب يسارى دعى كثيرا للاضراب ان تقاطعوا الاضراب ، ربما يكون السبب ان المبادره تحسب لحزب الغد ؟
انا لست ضد الاضراب بشكل عام ولكنى ضد القفز ، فلا يعقل التغيير الفورى الذى يتوقعه البعض ، فالاحداث والتاريخ تقول ان محاولات التغيير الفورى فشلت ، كما انه لا يمكن لحزب ايا كان ان ينجح فى التغيير بمفرده ، فالناس فهموا موقف التجمع من اضراب 6 ابريل على غير حقيقته ، نحن مع الاضراب المدروس الذى يهدف الى التوحد والتضامن الحقيقى ، فجوهر الاتنماء والتغيير لا يمكن ان يرفضه احد ، ولكننا سياسيون ونملك اهداف تنموية لا يمكن ان نهدر مساعينا فى مناحى مشكوك فى نواياها ، فأنا بكل صراحة ارى ان دعوات الاضراب الاخيرة ومن يساندها ماهى الا قصور فى الفهم للعمل الاضرابى والتضامنى لقوى الشعب .

*** ما رأيك فى الاخوان وهل هناك اتفاقات او مساندات قام بها حزب التجمع مع الاخوان ؟
الاخوان قوة سياسية لا يمكن انكارها او استثنائها ، فالواقع يفرض علينا تقبلهم بصفتهم ممثلين عن شرائح حقيقية داخل النسيج الشعبى ، نتفق او نختلف ولكن لأننا ننادى باليبرالية والديمقراطية لا نستطيع ان نكيل بمكيالين فكيف نطالب بالعدل وحرية المشاركة والاداء السياسى ونرفض كتله بهذه القوى المترجمة امامنا ، علما بأننا كحزب على خلاف بينهم خلاف منهجى وفكرى ، فنحن نعلن اننا ضد وجود دولة دينية وضد الخلط بين السياسة والدين وضد التفرقه بين المسلمين والاقباط ، والعكس ينادى به الاخوان فهى شعاراتهم ترفع وتردد فى كل وقت اوصولا لترسيخ فكرة " ان حكم الدولة ينبغى ان يستند على الشريعة والدين الاسلامى " ، ولكن على الجانب الأخر نحن نتفق معهم كقوة سياسية ... ونحن بالفعل تضامنا معا فى الغزو الامريكى للعراق ، وقمنا بوقفات احتجاجية ضد ما تتعرض له فلسطين من انتهاكات وحصار اقتصادى مزل ... ولكن الغريب اننا عند تعرض بعض اعضائهم لمحكمات عسكرية وقفنا وساندناهم ورفضنا ذلك الغبن السياسى الذى يمارس على تيار سياسى ما .. دون النظر الى فحوى الاختلافات الفكرية او التوجهية بيننا ... وكان ردهم علينا عندما تعرضنا الى اتهاض امنى اننا لا نستحق المسانده لأننا نملك فكر شيوعى وتخلوا عنا ، بملامح تعصب لم تمارس مننا فى ازماتهم الأمنية ، وهنا ارى ان اغفال بعض القوى للتضامن والمسانده لباقى القوى فى تحقيق قدر العدالة فى المشاركة السياسية للجميع والوقوف امام ممارسات النظام الظالمة والغافله .. يعد هو سر نكبتنا وانشقاقنا كصفوف معارضه امام النظام .

*** سمعنا عن مقولات اتهام تشير بوجود تزوير داخل انتخابات التجمع الاخيرة ؟
انا كنت رئيس للجنة الانتخابات بالحزب ، ولم يقدم اى طعن ولما اعيدت الانتخابات ولأنى كنت مرشح لمنصب الامين العام تولى د/ رفعت السعيد الاشراف على الانتخابات بدلا منى وايضا لم يقدم اى طعن ، وبرغم انى لم انجح فى الانتخابات الا انى مازلت ارى ان انتخابات التجمع نزيهه ، وحتى اكون امينا فقد اثيرا عدة تسؤلات حول وجود 41 صوت باطل لم يفسر حتى الأن ... وربما تكون تلك التسؤلات بالغ فيها البعض وحملها اكثر من مدلولها ، الا انها ابدا لم ترتقى لتكون اتهام بأن الانتخابات لم تكن نزيهه.

*** ما هى سمات الاضافة التى تتوقعها فى نهج حزب التجمع بعد الانتخابات ؟
نحن نراهن على القيادة الحالية انها ستستطيع سد الثغرات ودعم الايجابيات وتغير النواقص وسيكون ادائها نهوض حقيقى داخل الشارع المصرى ، وذلك بتفعيل خطة الحزب للسعى فى تحالفات قوى المعارضة .

***ولكنك تقول قيادة جديدة ..ربما تقصد قيادة ممتدده ...الا تجد انه نوع دوام الكرسى .. وانتم من ينادى بثقافة التغير ؟
د/ رفعت السعيد فاز فى انتخابات شرعية وحقيقية ومن حقه ان القانونى ان يتولى رئاسة الحزب لمدة 8 اعوام وذلك اذا جدد له بعد اربع اعوام بمده اخرى كما حدث الأن وهذه المده اعتقد انها مده كافية لتنفيذ برنامج حزبى حقيقى نستطيع بعد ذلك من تقيمه ، والاستفاده من ايجابيته ليأتى اخر يكمل المسيره برؤية اخرى ، وان يكون التغير بعد سنة واحده اذا كان هناك انتخابات امر مشروع ومقبول ، ولكن فى حالة التجمع فرئيس الحزب تولى رئاسته لمده اربع سنوات ثم اقيمت انتخابات ونجح ليفوز بمده اخرى واذا كان اخفق رفعت السعيد فى الانتخابات كان سوف يتولى قيادة الحزب من يروا فيه اعضاءه بأنه الاجدر ، واحب ان اوضح اننا نؤمن وانا بصفة خاصة قطعا مع التغير ولكن ليس بصورة سريعة تضيق مساحة العمل والترجمة على ارض الواقع ، فالمده اذا قصرت عن الازم ستؤدى الى قصور ليس الى تطور .

*** نسمع اصداء عن احتمالية تغير الحكومة ... ما توقعك من هذا التغير ؟ يستطيع حزب التجمع ان يقدم رؤية وتأليف وزارى كامل
انا لا اجد اى مغذى من تغير الحكومة ... فسابقة كانت او قادمة لن يختلف الأمر كثيرا فرئيس الوزراء ومجلس الوزراء لا يصنعون من الاساس سياسة فهم مجرد جهة تنفيذية تقررما يعنيه ويريده رئيس الجمهورية ومستشاريه وبالتالى المتوقع انه يمكن ان يحسن الجزء او يسوء الجزء بتغير الحكومة ... ولكن من غير المنتظر انه سيتحقق تغير واصلاح جذرى ، بينما المشكلة الحقيقية تنحصر فى هذه السياسات المتبعه على مدار 30 عام اى بعد 76 وانفراد الحزب الوطنى بالسلطة التشريعية والتنفيذية فى اطار هذا الموقف العام الافق لا تبىء بالجيد .

*** هل يستطيع حزب التجمع ان يقدم رؤية وتأليف وزارى .. وما هى ملامح اضافتك انت الشخصية ؟
قطعا يستطيع فنحن نخبة سياسية تملك رؤية انصافية للشارع والشعب المصرى ، ولكن لأننا نهدف للصالح العام لا نستطيع ان ننفرد بالتأليف دون باقى التيارات السياسية الاخرى ، وبما اننا ننادى بالتألف وتوحد القوى قطعا ستكون رؤنا ايضا تتضامنية واستشارية وتعتبر لكافة التيارات ، وكما قلت سابقا لا يوجد حزب بمفرد يستطيع ان يغير ويحتكر التغير ويفرض نوع وصياغة بعينها على شعب بالكامل .. فنحن كتيارات نمثل المجتمع واذا تسنى لنا لنا امكنية تأليف حكومة علما بأنه درب من دروب المستحيل ولكن اذا توافرت تلك الفرصة ستكون التحالفات هى قاعدة الانطلاق الأولى حتى نتوصل الى حكومة تفيد وتتترجم تنمية حقيقية ، واذا تكلمت عن رؤيتى الشخصية عن ما هية الملامح الاساسية التى يجب ان تراعى اذا الفت حكومة ..اولا ان يكون الوزير سياسى ممارس ومحتك بالشعب ليس خبيرا فقط ..ذلك لأن الخبير يأتى ليطبق خبرته دون علم بما مطبق على ارض الواقع وهذا يجعل احتمالية الاخفاق عالية ، اما الخبير السياسى الذى يجيد فن ومهارة العمل السياسى الشعبى فقطعا سيكون منتجا واضافة فى منصبة .

*** اذا تسنى لك وضع حكومة ..ماهى الاسماء المقترحه الجديرة بتولى مناصب وزارية ؟
واذا كان هذا حلما سأحلم معك انى استطيع ان اشير لكوادر واسماء تستحق تلك المناصب الحساسة ، فأنا مؤمن ان لدينا الكثير من العقول التى اذا سنحت لهم الفرصة سيبلون بلاء حسن ، وفى عجالة ودون ترتيب سأقول لك مقترحات مثالا فقط ... فأوائل الاسماء سيكون د / ابراهيم العسوى رئيس قسم بكلية اقتصاد والعلوم السياسية ، ود / جوده عبد الخالق رئيس قسم التخطيط .. والأثنان قيادات فى حزب التجمع وقد اعطوا واضافوا فى برامج حزب التجمع ويملكون حس وطنى عالى ومنحزين الى مصالح الشعب .. وعبد الرشيد هلال احد القيادات العمال وعضو النقابة العمالية وممكن يكون وزير صناعة ، احمد الجويلى ... كما اننى ارى ان صلاح عيسى بما انه يسارى قديم ويملك اتجاهات ليبرالية بالاضافة انه عنده قدره هائلة على تجميع الناس من اقصى المشرق الى اقصى المغرب فهو قادر على خلق تألف مع اقصى اليمن الى اقصى اليسار وبشكل يسر وبقدر من الانسجام والتوافق .. فهو يملك حنكة السياسى ومهارة التعمامل انا اجده يصلح بالفعل وزير ..وارى فى زوجتى فريده النقاش انها تصلح بشده لما لها من خبره فى العمل العام والخدمى والاجتماعى كما انها تملك ذلك الحس الشعبى الذى يجس وينطح معاناة الطبقات الكادحة وهى معنية بالمهمشين والفقراء واعتقد ان وجودها فى منصب يملك سلطة التغير سيكون مؤثر ... ولا يمكن ان انسى نفسى فأذا كنت سأعين جمع من الكوادر التى تستحق فأنا ارى فى نفسى ايضا انى استحق ويمكن ان اخلق اضافة اذا توفر هذا المناخ الديمقراطى الذى يمكن افكار جديدة من التطبيق ، ولأنى ابلغ من العمر السبعين فلن يكون هناك خوف من احتكارى للسلطة فالقانون يسمح لى بثلاث سنوات حتى ابلغ الثالثة والسبعون وبشكل طبيعى سأترك المنصب .. وذلك سيكون قمة التطبيق لثقافة التغير .