كلام ستات - من داخل كواليس (أولاد الليل)
الأنتظار خلف الكاميرا هل هو قاتل للحياة ؟
ما حجم التنازلات حتى يخرج عمل فنى لنا؟** سميرة عبد العزيز :- رفضت دور امرأه ابنتها تعود الى المنزل فى الثالثة صباحا.
-------------- - اذا رجعت ابنتى فى الثالثة صباحا (( هضربها بالشبشب )) .
** ميار العطار :- الأنحلال ليس مفروض على احد فى الوسط الفنى
--------- - لا للمايوه والبوسة
** وفاء الماكيره :- عيب هذه المهنة انها قاتلة للحياة
** أمل اللبيسة :- ليست كل الفنانات سيئات السلوك
تحرير / عبير سليمان داخل كواليس مسلسل (( اولاد الليل )) بطولة غادة عبد الرازق وجمال سليمان وروجينا وسميرة عبد العزيز التى كنت بأنتظارها فى الكواليس حتى ينتهى مشهد بينها وبين خيرية أحمد وغادة عبد الرازق ، ولكن الأنتظار طال ولم يبقى لى سوى التأقلم مع من حولى من ممثلين وعمال ، ورغم انى لم امضى معهم سوى ساعات قليلة الا انها كانت تعد انتظار بلا هدف ليس لى وحدى ، فالملل والسئم واحيانا النوم كان على وجوه كل من حولى حتى ولو كان الهدف تحقيق الشهرة والمجد وربما المال فكل فرد منهم يملك مبررات الأستمرار حتى لو ضاق صدره من المعاناة والأنتظار ، وهنا ودون ان اقصد تغير المقصد وأصبحت الجلسة كلام ستات لأجد اسئلة تطرح نفسها
** ما حجم التنازلات التى تفرض نفسها لتحقيق احلام الشهرة او المال ؟
**وما صحة الشائعات التى تتردد على هذا الوسط وهل يرجع السبب لهذه الساعات الطويلة ؟
** والأجابة كانت بتلقائية شديدة من سميرة عبد العزيز بعد انتهائها من المشهد وانتظار تحضير مشهد اخر فقالت : -
التمثيل هو أروع شىء يحدث فى حياتى فأنا لا استطيع اتخيل الحياة بدونه ، فرغم هذا الكم من العناء حيث الأنتظار الطويل داخل البلوتوهات التى غالبا لاكون معده اطلاقا بسبل الراحة لدرجة تصل احيانا الى الشقاء ، فيوم شديد الحرارة مثل اليوم ونحن نصور مسلسل أولاد الليل فى شقة بالسكاكينى لايوجد بها مكيف وتعج بعشرات العمال والممثلين ، ولكننا نحاول ان نحتمل ونواصل حتى يخرج عمل جيد للجمهور ، وهذا من وجهة نظرى نوع من التنازل اليومى الذى يقدمه كل من يعمل فى مجال التمثيل حتى يتمكن من تحقيق احلامه او ارضاء نفسه بعمل مهنه يعشقها ، اما بخصوص التنازلات الأخرى مثل قبول عمل لا يحمل مضمون او يشوه قيمة انسانية داخل المجتمع فأنا لا أجد مايبررها فالممثل يجب ان يكون مسئول وصاحب قيم ورسالة،وهو ناقل جيد لصور المجتمع والذى بدوره يخلق انطباعا وتأثيرا لدى المشاهد فى سلوكه الشخصى ، لذا انا لا اتنازل اطلاقا واقبل دور غير لائق لأى سبب من الأسباب حتى ولو بهدف الأستمرار والتواجد ، وحدث فعلا انى رفضت مسلسل من انتاج (( غير مصرى )) وكان الدور لأم مصرية ابنتها ترجع البيت الساعة الثالثة صباحا ولا تخأخذ موقف معها بل تقول لها (( احضر لك حاجة تكليها )) بلا مبالاة ، فقلت لهم على الفور أن هذا النموزج للأم المصرية ليس حقيقى ، فالمرأه المصرية مربيه ومعلمة فاضلة بالفطره متعلمة كانت او اميه ، ورفضت العمل لأنى اولا طبقته على نفسى وقلت انا بصفتى أمرآه اذا رجعت ابنتى فى وقت متأخر كهذا سوف (( اضربها بالشبشب فورا )) .
** وقالت الفنانة الشابة / ميار العطار :-
نعم أن عمل التمثيل هنة شاقة واحيانا تستنفذ كل معظم الوقت والجهد ،ولكنى اعشقها فرغم انى دراستى تجارة انجليزى الا انى كان هدفى الأول والوحيد أن أكون ممثلة مشهورة ومؤثرة فى التاريخ الفنى للدراما المصرية ، ومهما كان هذا مكلف فكله يهون كى احقق حلمى وطموحى الفنى ، وبخصوص التنازلات فلن اخفى عنك فالوسط الفنى مثله مثل أى مهنة أخرى فيها السىء والمنضبط ، وفيها من يتنازل عن قيمه ومن لا يقبل بذلك على الاطلاق ، وحتى اكون امينه اذا كان الكلام عن الأنحلال الأخلاقى فهو ليس مجبر أو مفروض على أحد فالفتاة التى تملك شقاوة وعدم انضباط سلوكى تجد قطعا من يستغل ذلك ، ومن تضع حدود لا تتعرض لفرض التنازلات حتى تقوم بعمل ، فأنا مثلا احضر جميع مواقع التصوير مع والدتى ليس لحمايتى ولكن حتى يطمئن قلبها وتكون عون لى ، وقد وضعت حدود لى فى قبول الأدوار فأنا اقبل اى شىء يخدم السياق الدرامى ولكن ماعدا (( المايوه والبوسة )) وهذا ليس نوع من الأنتقاد لأى فنانة تقوم بذلك ولكنى انا املك ادوات تمثيلية لا تتقن عمل هذه المشاهد وقناعتى الشخصية التى لا تفرض على فنانة اخرى فالمشاهد الساخنة احيانا تخدم العمل ولكن لها من يجيدها وهذا اعتقد عيب فى أنا .
** وقالت الماكيره وفاء سيد :-
رغم أن مهنتى خلف الكاميرا ورغم انها مربحة ورغم حبى لها لأ انها قاتلة للحياة فأكبر تنازل قدمته لهذه المهنة اعطائها وقتى بالكامل والبعد عن بيتى وأولادى بالأيام وساعات الليل الطويلة ، وغالبا يكون الأنتظار الدائم داخل البلاتوهات بلا هدف سوى انتظار الفنان حتى يفرغ من مشهده وتحضيره للمشهد التالى ،ولا استطيع التضرر لأن لكل عمل متطلباته وذى ماهذه المهنة بتعطى مال الاانها بتأخذ (( بس كتير قوى )) ، اما بخصوص مايردد على الوسط الفنى حجم التنازلات الأخلاقية غير صحيح بالمره فأنا اعمل مع فنانات كثيرات مثل مى عز الدين والتى تعتبرنى والدتها وترتمى فى احضانى بعد الأنتهاء من اى مشهد وانا اشعر بحب شديد وحقيقى نحوها كأنها ابنتى فعلا ، وغادة عبد الرازق الفنانة المحترمة والتى تعتبرنى كأخت لها ، ومنى ذكى وأحمد حلمى والذين يعتبرونى صديقة لهم وغيرهم الكثير كلهم ناس عادين ذيهم ذى اى واحد فينا لهم ضوابط اسرية تحكمهم ، فهذا الوسط لأنه شاق يفرض علينا ان نتعامل مع بعض كأسرة لأننا نقضى اوقات طويلة مع بعض أكثر ما من الأوقات التى نقضيها مع اسرنا وأولادنا ، كما اننا مشغولين ومنهمكين دائما بأوامر شغل يجب ان تنفذ (( فلقمة العيش )) والحفاظ عليها بالأستمرار هى الأهم لكل من يعمل خلف الكاميرا ، والشهرة والمجد هة الأهم لكل من يقف أمام الكاميرا فالكل منهمك بأهداف أكبر من التورط فى سمعة وسيط يلصق به ،وغير ذلك يكون اختيار واستعداد من الشخص نفسه ليس الا حتى اذا عمل مهنة اخرى .
**أمل أحمد اللبيسة :- تقول
أنا اشعر بذاتى وانا امارس هذه المهنة وخصوصا أذا قالت لى فنانة مشهورة مثل غادة عبد الرازق (( أنا مقدرش استغنى عنك أو انت الاستيلست بتعتى )) فهذا يجعلنى فخورة ، فعملى المتقن بأظهار صورة الفنان على الشاشة بشكل مرضى يجعلنى اشعر بذاتى واجده أمر يستحق المعاناة ، فنحن جميعنا نتعاون خلف الكاميرا لنحقق هذف واحد ينسب لنا جميعا وهو العمل الجيد ، فرغم ان مهنتى هذه كانت ستتسبب لى فى الطلاق من زوجى لأنه كان يرفض تأخرى الدائم واحيانا المبيت فى التصوير ، الا انه تفهم الموضوع بعد ذلك وتأكد انها مهنة مثلها مثل غيرها ولكن لها متطلباتها ، هذا غيراننا فى هذا الوقت العصيب والضيق الأقتصادى احيانا تفرض عليك مهنتك ، أما بخصوص المستوى الأخلاقى وحجم التنازلات فى الوسط بالنسبة للعمال خلف الكاميرا فغالبا جميعنا نسعى لتوفير (( لقمة العيش )) ونتعامل مع بعض كأخوه تماما ، أما الفنانات فالغالبية مظلومة بالشائعات والمبالغة فى الأقاويل وذلك يرجع للأقلية التى تسىء للوسط الفنى ، فهناك بلا شك فنانات يستخمون اساليب رخيصة حتى يصلوا للشهرة لكن يشهد الله على ان كل الفنانات الذين عملت معهم ذيهم ذى أى وحده مصرية لها تقاليد وعادات أسرية تحكمهم فى حياتهم الشخصية ، وعلى فكرة فى الوسط الفنى الموهبة هى فى الأخر التى تفرض نفسها .