حالة تمرد "قصة قصيرة"

زائر

سماء .. ومطر .. وبرق .. وهرولة أناس كُثر يخشون المطر .. وانا انظر جملتا إلى البشر .. واسأل أين الخطر.. وحدى اقف تحت المطر يمتلكنى شعور طامح يعدى حدود الخطر... يحملنى إلى فضاء شاسع افضى له بأمنياتى بغدا حرا يكسر الحجر ...
فسمعت صوتا داخلى يسألنى .. هل أنت سعيدة بحالة " التمرد " التى تنفردى بها دون البشر؟
فرددت لأمد جسور الحوار مع اجزاء نفسى .. وقلت ...ربما .. وما العيب فالتمرد فى حد ذاته صفه لصيقه بالابداع كما أنه.. قدر ...
وهنا سمعت عبارة من نسيج خيط غليظ نسج لحجب البصر ..
. وكانت .." الخوف أن تتحول حياتك لنوع من الفوضى التى تذهب القيم الإنسانية هدر "....
وسريعا.. أوقفت هذا العبث الحوارى فى جمل تحسم الأمر .... وقلت لنفسى كيف تهابى " التمرد " الذى خلق كل روعة وطفرة ... فالتاريخ ..والحضارة.. بل كل اشكال النهوض كانت فى الاصل حالة من " التمرد " و " الامعقول " حولها الإيمان إلى معقول
ومعيار التمرد هو الإنسان ذاته وتوليفته النفسية من قيم الإنصاف والصدق والاتساق والشرف والخير ليتجلى " التمرد " ويكون حالة انفراد بديعة تصنع بلا شك حياة خاصة للبشر ... تحمل معانى السمو والتحرر وتهرب من سراديب الجبن والندم ... فما المانع أذا أن أكون " متمرده "
وما المانع أن نتعلم كيف يكون التمرد
وما المانع ان نملك جرأة الرفض
وما المانع أن نتدرب أن يكون لنا رأى
خلقنا الله احرارا ..ولكننا صنعنا تابوت ووصايات فكرية هى التى تشكل بحق كل " خطر "

كتبتها / عبير سليمان

الصحفية والأديبة الرائعة الأستاذة عبير
تعلن القصة عن موهبة أدبية ليست في القصة وحدها ولكن ربما في الشعر أيضا فالسجع والجناس و الموسيقى المنتشلرة في القصة يجعلونا ننتقل بين سطورها بسرعة شديدة رغم عمقها. اتفق معك تماما بأن التمرد هو الذي يخلق الإبداع وأننا نصنع بأنفسنا توابيتا ندفن فيها أحلامنا وعقولنا وربما أجسادنا أيضا حتى إننا أحيانا نحرم ما حلل الله.

» أنا من هذا الجيل
» نصيحة شيطان "قصيدة بالعامية المصرية"
» زمزمية الأمل ”مقتطفات مختارة من باب مبادئ انسانية"